شـــــــبــــاب الـــــيـــــمــــــن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شـــــــبــــاب الـــــيـــــمــــــن

مـــنـــتــــدى يضم شــبـاب الــــــيـــمــــن
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة تاريخية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بركان الغرام
عضو جيد جداًاًاً
عضو جيد جداًاًاً
بركان الغرام


المساهمات : 66
تاريخ التسجيل : 04/05/2008

قصة تاريخية Empty
مُساهمةموضوع: قصة تاريخية   قصة تاريخية Icon_minitimeالخميس 8 مايو - 10:02

وعده عمه بالزواج من إبنته ثم غدر به



مأمون غريب
وبطل قصتنا هذه هو عروة الذي يقول الرواة أن والده مات وهو مازال طفلا صغيرا، فرباه عمه عقال بن مهاجر، وكان هذا العم له فتاة اسمها عفراء، ونشأ عروة بن حزام مع ابنة عمه هذه في بيت واحد، وافترقا كل واحد عن الآخر عندما امتدت بهما أيام العمر، وأصبح كل واحد منهما في دور الشباب، ولكن كان الحب قد وقع في قلب عروة كما وقعت عفراء في حب ابن عمها عروة، وكان والد عفراء قد أعطي العهد لابن أخيه أن تكون عفراء له كزوجة.
وأراد عروة بن حزام أن يخطب ابنة عمه، وذهب إلي عمته هند لتذهب إلي أخيها ويوفي له بما تعاهد عليه من زواجه لعفراء، وذهبت هند إلي أخيها وطلبت منه أن يوفي بعهده ويزوج ابنته عفراء من عروه، فقال لها:
ومابي عنه مذهب ولا هو شخص يرغب عنه، ولابي عنه رغبة، ولكنه ليس بذي مال، وليس هناك وجه للسرعة، فلنترك الأمر حتي يصيب بعض المال.
وكانت أم عفراء لاتريد أن تزوج ابنتها من عروة لفقره، وتريد أن تكون زوجة لرجل موسر.

***

وعلم عروة أن رجلا ذا مال تقدم لخطبتها، فأسرع عروة من جديد إلي عمه، وهو يعلم أن أمها لاترغب فيه فقال له:
ياعم قد عرفت حقي وقرابتي وأني ولدك وربيب في حجرك، وقد بلغني أن رجلا خطب عفراء، فان أسعفته بطلبه فقتلتني وسفكت دمي، فأنشدتك الله ورحمي وحقي فرق له وقال:
يابني انك معدم، وحالنا قريبة من حالك، ولست مخرجها إلي سواك، وأمها قد أبت أن تزوجها إلا بمهر غال، فاضطرب، واسترزق الله تعالي'.
ثم جاء إلي والدتها لعلها ترق له، ولكنها أبت أن تزوج ابنتها الجميلة الا بعد أن يقدم لها المهر الغالي.
وتعهد عروة بأنه سيأتي لها بالمهر الذي يطلبه، علي أن يتعهد له والدها ألا يزوجها غيره، وركب راحلته متجها إلي أحد أقربائه الأثرياء (بالري) بعد أن تعهد له عمه ألا يزوجها إلي أحد سواه حتي يعود ومعه ما طلبته زوجته من المهر وكان كثيرا ما ينشد أثناء رحلته:
تحملت من عفراء ما ليس لي به
ولا للجبال الراسيات يدان
فيارب أنت المستعان علي الذي
تحملت من عفراء منذ زمان
كأن قطاة علقت بجناحها
علي كبدي من شدة الخفقان
وطوال هذه الرحلة في طريقه إلي قريبه هذا يردد كل ما يذكره بهذا الحب الذي ملك عليه زمام نفسه، فلا هو قادر علي نسيان حبها، ولا هو قادر علي التجلد والصبر، حتي نقص وزنه، وبانت عظامه، فكان يقول:
متي تكشفا عني القميص تبينا
بي الضر من عفراء يافتيان
إذ تريا لحما قليلا وأعظما
بلين وقلبا دائم الخفقان
وقد تركتني لا أعي لمحدث
حديثا وان ناجيته ونجاني
علي كبدي من حب عفراء قرحة
وعيناي من وجدي بها غرقان
وبعد رحلة السفر المضنية وصل إلي قريبه الذي قص عليه قصته، فرق لحاله، وأعطاه مائة من الإبل، وعاد الرجل سعيدا بعد أن حقق المهر وحقق الثراء الذي سيوصله إلي ما يريد.. من مكانة في قومه، وأهم من ذلك تحقيق أمله بالزواج من عفراء!

***

ولكن حدث في أثناء رحلته تلك أن مر أحد أثرياء بني أمية بحي عفراء، ورآها فأعجب بها وتسلل حبها إلي قلبه، وأراد أن يظهر مدي ما يتمتع به من ثراء فأمر بنحر الإبل، حتي يعرف الناس مدي ما يتمتع به من ثراء، وسأل عن عفراء، وعرف أنها بنت عقال، فذهب إلي والدها يخطبها منه، ولكن الوالد أخبره أنها مخطوبة لابن عمها الغائب هناك في خراسان، ولكن امها وقد بهرها ثراء هذا الأموي، الذي نحر الابل، وفرق لحمها علي الناس، ووزع العديد من العطايا والهبات، فوافقت أن يتزوج من عفراء وأقنعت زوجها بذلك، وسط دهشة عفراء نفسها التي قالت: ياعرو إن الحي قد نقضوا
عهد الإله وحاولوا الغدرا
ولكن لم يكن لها حول ولا قوة أمام اصرار أهلها علي زواجها من هذا الأموي، الذي استطاع أن يتزوجها بالفعل، ويقيم بالحي ثلاثة أيام، ثم يرحل بها إلي الشام.

***

وعاد عروة بن حزام إلي دياره، ومعه مائة من الابل وكان عمه قد أقنع أبناء الحي أن يخبروه أن عفراء ماتت، بعد أن بني قبرا وأدعي أن عفراء دفنت به!
وفوجيء عروة بالخبر، وبكي ما شاء له البكاء عند قبر عفراء، ولكن واحدة من أهل الحي أخبرته بالحقيقة، فتوجه علي الفور إلي الشام لعله يري عفراء، وبعد أن وصل إلي مكانها، طلب من زوجها استضافته فاستضافه،
ومن سياق القصة التي ترويها كتب التراث يعلم الزوج بأن الذي يستضيفه هو عروة ابن عم زوجته، وتعلم الزوجة بذلك فتخبر زوجها أن هذا الرجل هو ابن عمها التي ارتبطت به بجانب أنه ابن عمها حب عميق تسلل إلي أعماق كل منهما، حتي أن الزوج تعاطف معه، وتركه معها ليتحدثا كما يشاءان.
وعاد عروة إلي دياره، وهو لاينسي غدر عمه به، حتي قال في ذلك فيما قال:
فياعم ياذا الغدر لازلت مبتلي
حليفا لهم لازم وهوان
غدرت وكان الغدر منك سجية
فالزمت قلبي دائم الخفقان.
ثم سرعان ما برح به الحزن والألم، وحاول أهله أن ينسيانه هذا الحب، ولكن لم يكن هناك سبيل إلي ذلك.. جلبوا له الكهنة والعرافين حتي يشفيانه من داء الحب، ولكنهم فشلوا، وكان دائما يردد الكلمات التي تنم عن حب عفراء وغدر عمه:
أقول لعراف اليمامة داوني
فانك ان داويتني لطبيب
ومابي من خيل ولامس جنه
ولكن عمي يا أخي كذوب
وظل الرجل مريضا بالحب.. لم تنفع معه رقي العرافين حتي مات عشقا، ولما علمت عفراء بموته حزنت حزنا شديدا، وأقامت عليه مأتما، واستأذنت من زوجها للسفر لزيارة قبره، وعندما وصلت إلي القبر ظلت تبكيه إلي أن ماتت فدفنوها بجانبه.
وتقول أسطورة أنه نبتت من القبرين شجرتان، لم تلبث أن تلاقت أغصانهما بعد ذلك!

***

ويبدو أن هذه القصة المثيرة قد أخذت أشكالا مختلفة في الأدب الشعبي، أو كما يقول الدكتور عبدالحميد ابراهيم ان الاخبار تضاربت حول عروة، وبعض هذه الاخبار بلغ حد الاحالة التي تناقض المعقول كخير ابن أبي عتيق:
: والله اني لأسير في أرض عذرة، اذا بامرأة تحمل غلاما جزلا ليس يحمله مثله، فعجبت لذلك حتي أقبلت به، فإذا له لحية فدعوتها، فجاءت، فقلت لها، ويحك ما هذا؟
فقالت: هل سمعت بعروة بن حزام؟
فقلت: نعم
قالت: هذا والله عروة.
فقلت: أنت عروة..؟ فكلمني وعيناه تزرفان وتدوران في رأسه!
س
مهما يكن من شيء فقد كانت هذه القصة التي تتحدث عن الحب القاتل، والغدر القاتل، تشير بالفعل إلي أن من الحب ما قتل!!
مراجع





الحب العذري عند العرب د. شوقي ضيف





قصص العشاق النثرية
في العصر الأموي د. عبدالحميد ابراهيم lol!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت النور
مشرفة على القسم العام
مشرفة على القسم العام
بنت النور


المساهمات : 128
تاريخ التسجيل : 02/05/2008
الموقع : قلــوب أح ـــبتي

قصة تاريخية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة تاريخية   قصة تاريخية Icon_minitimeالثلاثاء 13 مايو - 0:01

ما اروعها من قصه التي قل ماتتكرر في زمننا هذا


تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة تاريخية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شـــــــبــــاب الـــــيـــــمــــــن  :: مـــــنـــتـديات الأدب :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: